الإثنين 14 شوال 1445هـ الموافق 24 أبريل 2024م

حياكم الله جميعا 

هذه قناتي في التليجرام ينشر فيها النتاج العلمي والفكري . 


قناة عبد السلام بن إبراهيم الحصين

متى تخرج زوجتي لأرتاح ؟!

الاستشارة

Separator
متى تخرج زوجتي لأرتاح ؟!
2248 زائر
03-03-2011 04:34
د. عبد السلام بن إبراهيم الحصين
السؤال كامل
أنا متزوج منذ 5 سنوات آمل أن تفيدوني في النقاط الآتية وتعطوني الحل حيث أن حياتي الزوجية متعبة لي وخاصة بعد أن أنجبنا الطفل الأول 1- المنزل جحيم لايطاق بسبب الزوجة حيث أنها صليتة اللسان , كثيرة الكلام وخاصة تجاهي فتقول أنت كذاب , كسول , مهمل , تفضل الشارع علي , لاتحب الجلوس معي , لا تتحدثي معي , وجودك وعدم وجودك واحد . 2- الزوجة عصبية بإستمرار لدرجة أني أردت أن أغيرها فأصبحت أنا عصبي , وترفع صوتها , ودائمة الشجار مع ولدنا. 3- أبننا الوحيد صاحب الثلاث سنين تقوم بضربه لأقل تصرف يقوم به , بغض النظر إن كان ما قام به صحيح أو خطأ , فكأن العلاج والتربية في نظرها هي بالضرب , أضف على ذلك أنها تضربه في مكان , وجهه أو يده أو غير ذلك . 4- بين الزوجة والابن أصبحت أنا الضحية , لأن الزوجة لاتكل ولاتمل تنتقدني بإستمرار وأصبحت أفضل الشارع على المنزل وأكره الجلوس معها وأنتظر متى يأتي الجمعة تزور أسرتها أو أي يوم تخرج فيه لإحدى قريباتها أو صديقاتها, والإبن أصبح متوتر وقلق ويرفع صوته ويضربني . 5- أخشى على الإبن أن يتأثر من تصرفات أمه نحوه .
جواب السؤال
أخي الكريم : إن الله تبارك وتعالى إنما خلق الأزواج لنا من أنفسنا ليحصل بهن السكن، وأخبر سبحانه أنه جعل بين الزوجين مودة ورحمة؛ ليحصل السكن الذي نطلبه في هذه الحياة، وبدون المودة والرحمة لا يمكن أن يكون سكن، لأنه سيحل النفرة والغلظة والقسوة محل المودة والرحمة. فالركنان الأساسيان اللذان يحصل بهما السكن في الحياة الزوجية مفقودان في حياتك مع امرأتك هذه، ولأجل أن تستقر حياتكما معًا فلا بد من توفير هذين الركنين. ومن خلال عرضك للموضوع فإنك تلقي باللائمة كلها على هذه الزوجة، وأنها هي السبب الوحيد فيما أنت فيه من شقاء. ولست بهذا أدافع عنها، وأبرئ ساحتها، ولكني أحاول أن انظر بعدل إلى كلا الطرفين. ما رأيك لو بدأت بك أنت؟من خلال عرضك للمشكلة ألاحظ أن زوجتك تشتكي من بعض الأمور، وهي: 1-أنك كذاب. 2- أنك كسول. 3- أنك مهمل. 4- تفضل الشارع عليها. 5- لاتحب الجلوس معها. 6- لا تتحدث معها. 7- وبناء على ذلك فوجودك وعدم وجودك واحد. هذه الشكوى من زوجتك بذكر هذه الصفات تشير إلى شيء من الخلل في حياتكما معًا، وهذا الخلل لا يمكن أن يصلح ما لم تبدأ بالنظر إلى نفسك، ومحاولة تغيير بعض تصرفاتك، وأن تتحلى بالصبر لتصل إلى النتيجة التي تطلبها من الزواج. وقد تكون بعض هذه الصفات نشأت بسبب ما تعانيه منها، أو بسبب عدم حبك لها، أو بسبب سوء تصرفاتها. كما أن هذه الشكوى قد تكون كاذبة ومبالغا فيها، وأنها تتجنى عليك بهذا. وإذا أردنا أن نغير من صفات هذه المرأة وطريقة تعاملها مع الحياة الزوجية، وتربية ابنها، فلا بد من معرفة أسباب عصبيتها، وعدم اعترافها بك في حياتها، وكثرة شكواها منك.وليس الهروب حلا،لأن هذا الهروب يفتح الطرق واسعة أمام الشيطان ليحقق مقاصده الفاسدة، فهو الذي يزين للزوج كره المرأة ليفارقها، كما يزين للزوجة كراهية الزوج لتطلب الفراق منه، وليتحقق بذلك أعظم مقصود له وهو الطلاق. بل الواجب مواجهة المشكلة بصبر وثبات، ومحاولة القضاء على بوادر الشر،بالنسبة لعصبية الزوجة: قد تكون هذه العصبية بسبب طبيعة البيئة التي نشأت فيها، أو بسبب ظروف معينة، ولا أحسن من الهدوء في مقابلة العصبية؛ لأن الهدوء من الرفق، وهو ما كان في شيء إلا زانه، والعصبية من العنف، وما كانت في شيء إلا شانته. فأرجو أن تجتهد بمقابلة عصبيتها وارتفاع صوتها بالهدوء، ودعوتها إلى مناقشة الأمر بمنطق معتدل، ويمكن أن تقول لها: أنا مستعد للحديث معك بشرط أن تكوني هادئة، ومع الوقت يمكن أن يتغير سلوكها هذا.لكني أقترح هنا أن تستشير مختصًا في هذا الجانب، فهو أعرف مني بذلك. وهذا الهدوء ينشأ من الرحمة بك وبها، فالرحمة هي مفتاح الحياة الهادئة بينكما. وأما ضربها للولد: فهذا سلوك خاطئ، ولا يجوز شرعًا، ونبينا صلى الله عليه وآله وسلم إنما أذن بالضرب بعد سن العاشرة لأجل الصلاة، فيفهم منه عدم جوازه قبله.وهذا الضرب ناتج من عصبيتها، فإن أمكن علاج العصبية أمكنت السيطرة على أمر الضرب. وأرجو أن لا تركز في حياتك مع زوجتك على السلبيات، بل حاول إبراز الجانب الجيد فيها، واذكره لها، وأثن عليها به؛ ليكون هذا وسيلة لعلاج الجوانب السلبية فيها. إن الحياة الزوجية لا تخلو أبدا من مشاكل، ولا يمكن أن تكون صفاء دائمًا، ولكن نحاول أن نجعل من المشاكل وسيلة لتعزيز جانب التواصل والبقاء، لا أن نجعلها طريقا سهلا للانفصال؛ لأن الجوانب المشتركة والجيدة بينكما كثيرة، ولا يمكن أن يوجد شخصيتان متوافقتان في كل شيء، فلا بد أن يكون لكل واحد ما يتميز به عن غيره. إني أرجو أن تنظر إلى جوانب الخلل في حياتك، والصفات غير الجيدة فيك، وأن تسعى لإصلاحها وتقويمها، وأن تبين لها أنك تعدل من سلوكك لأجلها، وأنك ترجو منها أن تقابلك بنفس الأسلوب؛ لكي تستمر حياتكما على أحسن حال، وليستقر أمر طفلكما. وفقك الله لكل خير.
جواب السؤال صوتي
   طباعة 

جديد الاستشارات

Separator