![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#5 | |
حفظه الله تعالى
تاريخ التسجيل:
04-12-2012
المشاركات: 234
![]() |
![]() اقتباس:
والذي أراه راجحا فيها هو ما ذكره أخونا أبو قصي في ملتقى أهل الحديث حيث قال : لـ ( نحو ) ، و ( مثل ) وشبهِهِما حالتانِ : الأولى : أن تأتيَ بعد تمامِ الكلامِ . الثانية : أن تأتيَ قبلَ تمامِ الكلامِ . * فإن جاءت بعدَ تمامِ الكلامِ ، كقولِك : ( الفاعل مرفوعٌ ؛ نحو " ذهبَ الرجلُ " ) ، فيجوزُ فيها الوجهانِ : الرفعُ ، والنصبُ . = أما النصبُ ، فلأنَّها كلمةٌ واقِعةٌ في جملةٍ مكمِّلةٍ لجملةٍ قبلَها . وما كان كذلكَ ، جازَ نصبُه، سواءٌ كانَت الجملةُ توكيديَّةً ؛ نحوَ : ( هذا ابني حقًّا ) . ومنه قوله تعالى : (( وعدَ الله لا يخلف الله وعدَه )) ، وقوله : (( صنع الله الذي أتقن كلَّ شيء )) ، أو تشبيهيةً ؛ نحوَ قولِ امرئ القيس بنِ حُجْرٍ الكِنديِّ : نطعنُهم سلكَى ومخلوجةً *** كرَّك لأمينِ على نابلِ وكقولِ عُروةَ بنِ الورْدِ العبْسيِّ : وإن بعُدوا لا يأمنون اقترابَهُ *** تشوُّفَ أهلِ الغائبِ المتنظَّرِ أو تمثيليةً . ويدخُلُ في التمثيليةِ موضِعُ المسألةِ ( نحو ) ، و ( مثل ) . وتُعرَبُ في هذه الأنواعِ مفعولاً مطلَقًا ، عاملُه فِعلٌ محذوفٌ حذفًا واجبًا ، وتقدِّرُه من جنسِ المصدرِ ؛ فعلى هذا تقدِّره في موضِع المسألة ( ينحو ) . وهذه الأنواعُ يجمعُ بينَها أنَّها تفصيلٌ لكلامٍ مجمَلٍ قبلَها ، فيهِ دَليلٌ عليها ، ولو باللزومِ . ألا ترَى أنَّك لو سمعتَ قائلاً يقولُ : ( الفعل المضارع يُجزم إذا دخلت عليه " لم " ) ، ثم سكَتَ ، أمكنكَ أن تستخرجَ لذلكَ مِثالاً ؛ وإن لم يكن لك بذلك سابقُ علمٍ = إذا عرفتَ معنَى الجزْمِ . فإذا قالَ بعدَها : ( نحوَ : لم يذهبْ ) لم يزِد إلى علمِك علمًا ؛ ولكنَّه أطنبَ ، وفصَّلَ ، ودرأ الرِّيَبَ ، وحملَ عنك مئونةَ النظرِ في اللوازمِ ؛ فلذلكَ امتنعَ ذِكر الفعلِ فيها ؛ إذ كان ذكرُه لغوًا . ويجوزُ أن تعربَه حالاً ، وتُؤوِّله بمشتقٍّ نكرةً ، كما أولتَه في قولِك : ( مررتُ برجلٍ مثلِك ) ؛ أي : مماثلٍ لكَ . أما إعرابُها مفعولاً بهِ لفعلٍ محذوفٍ تقديرُه ( أعني ) ، فلا يصِحُّ ، لأنَّه تقديرٌ غيرُ جارٍ على كلامِ العربِ ، ولا موافقٍ أقيستَها . ولو أجزناه ، لجاز أن يقال : ( جاء رجلٌ محمدًا ) على تقديرِ ( أعني محمدًا ) . = وأما الرفعُ ، فعلى أن تعربَه خبرًا لمبتدأ محذوفٍ ، تقديرُه ( وذلكَ ) أو ( وهذا ) . وإنما جازَ حذفُ المبتدأ هنا للقرينةِ المقاليَّة ، لأنَّ في ما تقدَّم من الكلامِ دَليلاً عليهِ . وقد قرئ : (( ذلك عيسى بن مريم قول الحقِّ )) برفعِ (( قول )) ونصبِهِ ؛ فالرفع على أن يكون خبرًا لمبتدأ محذوف ، والنصبُ على أن يكون مفعولاً مطلَقًا لفعلٍ محذوفٍ . وقرئ أيضًا : (( صبغة الله )) برفع (( صبغة )) ونصبها . وقرئ أيضًا : (( وابن السبيل فريضة من الله )) برفع (( فريضة )) ونصبها . كلُّها على التقدير المتقدِّمِ . * فإن جاءت قبلَ تمام الكلامِ ، فإنك تعربُها بحَسَب موقِعِها ؛ تقولُ : ( الاسمُ مثلُ زيدٍ دالٌّ على ذاتٍ ) ؛ فتعربُ ( مثل ) نعتًا لـ ( الاسم ) وإن كانَ غيرَ موافقٍ له ؛ إذ ( مثل ) ، و ( غير ) ، و ( نحو ) من الكلمات الموغلة في الإبهامِ ؛ فلا يُشترَط فيها ذلكَ ؛ ألا ترى أنك تقولُ : ( مررت برجال مثلِك ) ، و ( رجلين مثلِك ) على تأويلِها بمشتقّ نكرةٍ موافقٍ . وحكى سيبويه من الصفةِ : ( ما يحسن بالرجلِ مثلِك أن يفعلَ ذاك ) . وتؤوِّلُه بالمعرفةِ المشتقّة ؛ أي : بالرجلِ المماثلِ لكَ . ومنه قوله تعالى : (( صراط الذين أنعمتَ عليهم * غيرِ المغضوبِ عليهم )) . ويجوز أن تجعلَه بدلاً من ( الاسم ) ، ويجوز أيضًا أن تجعلَه حالاً على تأويلِه بالنكرةِ . وتقولُ أيضًا : ( هذا الشيءُ مثلُ ذلك الشيء ) ؛ فتعربُ ( مثل ) خبرًا . وتقولُ : ( سرتُ نحوَ البيت ) ؛ فتعربُ ( نحو ) ظرفَ مكانٍ . وعلى هذا القياسُ . والله أعلم . |
|
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
There are no names to display. |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
[إعلان] صفحة الإستفسارات العلمية الخاصة بالأجرومية1 \\مراحل قديمة\\ | أم حسين عبد الله وزينب | أرشيف الفصول السابقة | 24 | 06-01-14 08:27 PM |
[إعلان] صفحة الإستفسارات العلمية | صوفيا محمد | مادة الأربعين النووية ( 1 ) | 0 | 21-10-13 11:14 AM |
[إعلان] صفحة الاستفسارات العلمية الخاصة بمادة فقة الصيام/قديم | إباء | فقه الصيام | 16 | 12-06-13 02:37 PM |