الأربعاء 3 ذو القعدة 1446هـ الموافق 2 أبريل 2025م

حياكم الله جميعا 

هذه قناتي في التليجرام ينشر فيها النتاج العلمي والفكري . 


قناة عبد السلام بن إبراهيم الحصين

أتزوج ثانية أم أميت مشاعري ؟

الاستشارة

Separator
أتزوج ثانية أم أميت مشاعري ؟
3345 زائر
30-04-2010 05:53
د. عبد السلام بن إبراهيم الحصين
السؤال كامل

من الاستشارات التي رد عليها الشيخ عبد السلام بن إبراهيم
الحصين حفظه الله تعالى في موقع المستشار

تفاصيل الاستشارة :

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
جزيل الشكر و خالص الدعاء للعاملين على موقع المستشار سائلين الله تعالى لكم المزيد من التقدم و الازدهار

اليكم مشكلتى و هى قد تبدو بسيطه و لكنها بالنسبه لى غايه فى التعقيد ارجو ان يتسع صدركم لسماع مشكلتى وان يرشدكم الله ان تعينونى على الطريق الصواب ان شاء الله

سيدى الفاضل انا زوج منذ 1992 و اب لثلاث بنات. زوجتى انسانه مطيعه الى حد كبير تحاول كل جهدها ان تلبى طلباتى قدر امكانياتها و قدر استطاعتها

و مع ذلك اجد نفسى فى شدة الحاجه للزوجه الثانيه وزوجتى ترفض و مصره على الطلاق فى حالة زواجى من الثانية

أرجو ان يتسع صدركم لمعرفة الخلفيات وراء قصة زواجى الأول:لقد تخرجت من كلية الهندسة بتقدير عام جيد جدا مع مرتبة الشرف و كنت مؤهل للعمل كمعيد بكلية الهندسه و لكن رغبة اخى الاكبران اعمل معه فى الورشه الخاصه (مهندس يكبرنى 10 سنوات)

ويعتبر هو المسيطر على المنزل فى ذاك الوقت و المتحكم فى المصاريف لانه يدير و رشه للمعدات من أموال والدتى قد قام بنقل ملكيتها لنفسه بالرغم عن والدتى - اراد اخى الاكبر ان اعمل معه و قد كان و رحبت بالعمل معه لكى نقوم ببناء شركه و نساهم فى نموها

فى نفس الوقت قمت بخطبة ابنة خالى بناء على رغبة والدتى و لكن الخطوبه انفسخت بعد 3 شهور و قد اصريت على ذلك (بالرغم من ضعف شخصيتى فى ذاك الوقت)

انفسخت الخطوبه نتيجة عدم ارتياحى لسيطرة زوجة خالى على المنزل و على خالى شخصيا و كانت ابنتها تحاول ان تسلك نفس سلوكها

بعد فسخ الخطوبه مباشرة و لان خالى كان يحاول ان يجد عمل لى فى الكويت حيث كان يعمل - شعر اخى بالخطر و اننى من الممكن ان اسافر خارج البلاد فعرض على فكرة زواجى من اخت زوجته هى تصغرنى ب 6 سنوات مؤهل متوسط و بالتالى مستوى ثقافى مختلف

- بالطبع رفضت الزواج و أصريت على الرفض بالرغم من ضغوط اخى الاكبر - استغل اخى الاكبر سطوته فى انه المسئول و المتحكم فى مصروفات المنزل و كذلك ضغط على اتمام جهاز اختى و انه راح يوقف اى امدادات ماديه و انه راح يتخلى عن اى التزامات تجاه الاسره

وجدت نفسى تحت ضغوط من جميع افراد الاسره و فكرت و قتها - كان تفكيرى محدود 23 سنه- انها جوازه و مش راح يكون هناك اى ضرر و فعلا تم عمل كتب الكتاب و بعد 4 سنوات تم اتمام الزواج

- وقتها كنت فى قمة انشغالى بالعمل فى الشركة حتى اننى كنت اعمل حوالى 72 ساعة مستمره فى بعض الاحيان و ما كان فى تفكير فى موضوع الجواز او خلافه -

نسيت اذكر لسيادتكم ان علاقة اسرتى سيئة جدا بأسرة نسايبى و السبب ان ابنهم كان خاطب اختى قبل زواج اخى الاكبر لابنتهم و بعد زواج اخى الاكبر تم فسخ خطوبة اختى من ابنهم لانه رسب فى الكليه اكتر من 3 سنوات

وبالتالى ساءت العلاقة بين الاسرتين - الخلاصة انى تزوجت زوجتى الحاليه غصب عنى و انة لاتوجد اى علاقة ود بينى و بين اسرة زوجتى

استمر زواجى و فى نفس الوقت انشغالى فى العمل فى الشركة و رزقنى الله بالبنت الاولى و فى نفس الوقت بدأت الشركة تكبر و نشاطها يتوسع و دخلنا فى الاستيراد و التصدير

- أخى الاكبر كان هو المدير المسئول و كنت انا المسئول عن ادارة الورش و صيانة المعدات الجديدة المستوردة و ذلك لأثبات و جودها بالسوق المصرى -

توسع اخى فى نشاط الاستيراد و بدأ الاستعانة بالقروض من البنوك و كان معدل نمو الشركه ممتاز و مبشر بكل خير و بالتالى طمع اخى الاكبر و قرر استيراد عدد كبير من المعدات حتى يتمكن من سداد قروض البنك من ارباحها

وقد ارغمنى ادبيا ان اوقع معه و مع زوجته كضامن للقروض و فور وصول المعدات للميناء و بعد دفع الرسوم الجمركيه و قبل خروج المعدات من الميناء اصدر رئيس الوزراء القرار العسكرى 1996 سنة بوقف المبانى فى الاراضى الزراعيه

- ادى هذا القرار الى انهيار تام للشركه فى شهور معدوده حيث توقف البيع تماما و ازدادت اقساط البنوك الشهريه الى حوالى 650000 جنيه شهريا

واضطر اخى الى التفكير فى الهروب و ترك البلد خوفا من دخوله السجن و قد طلب منى ذلك لانى ضامن معه فى البنك و لكنى رفضت الهروب و فوضت امرى الى الله و كل ما املك فى ذلك الوقت كان حوالى 500 جنية فى دفتر التوفير

- بالرغم من حفى فى 370 الف جنيه عمولات من المبيعات و لكنى لم اطالب اخى بها لانه ليس لى حاجه فى المال و كان مرتبى الشهرى كافى لمصروفات منزلى و احتياجاتى و للاسف كنت قنوع جدا لدرجة السذاجه و العبط -

طلبت من اخى ان يرد لى حقى فى العموله و لكنه رفض و قال انى كنت اخذ مرتب و لا يحق لى اى مبالغ عموله متراكمه فى حين ان باقى فريق العمل كان يأخذ خقه فى العموله فور بيع المعدات دون انتظار

فى حين انى كنت اترك عمولتى مع اخى على سبيل انى غير محتاج فى ذاك الوقت و ان الشركه تنمو و تكبر و ان هذا هو كان كل شاغلى فى ذاك الوقت-

طلبت من أخى ان يخرجنى من ضمانة البنك و لكنه قال لى روح خلص نفسك بنفسك - فجأه وجدت نفسى وحدى و الدنيا كلها اسودت فى وشى و اكيد صار عداء بينى و بين اخى وهو سافر بالفعل و تركنى

- لجأت الى الله سبحانه و تعالى و قررت اتخلص من كل شىء من طرفه و اتخلص من تبعيتى له طوال الفترات الماضيه و بالتالى قررت الانفصال عن زوجتى لانها كانت من ضمن الضغوط التى مارسها اخى عليه و بالطبع كان عندنا بنت

- انفصلنا لمدة 6 شهور بعدها تدخل الاهالى و طلبوا منى انى ارجعها تانى عشان البنت و انها راح تصلح اى اخطاء كانت تعملها و بالطبع هى كانت مهمله جدا و كانت تنقل كل اخبارى لاختها زوجة اخى واكتر من كدا

- بالفعل رجعت زوجتى عشان البنت و فى الوقت دا كنت التحقت بالعمل فى شركة بترول و ميزة العمل فى حقول البترول ان اسبوع عمل و اسبوع اجازة و دا الى حد ما يؤدى الى اشتياق للزوجه نتيجة البعد عنها لمدة اسبوع

وبالفعل ربنا رزقنا بالبنت التانيه بعد سنة من رجوع زوجتى- بعدها طلبت منها اتخاذ و سيله لمنع الحمل و لا داعى لاى اولاد تانى - هى كان ليه رغبه تجيب ولد فحملت مره تالته و كانت البنت التالته و بعدها هددتها بالطلاق لو حملت تانى و حتى تاريخه لم تحمل من 9 سنوات

المشكلة الحاليه انى التحقت بالعمل بشركة بترول بدوله عربيه وطبيعة عملى انى اعمل 4 اسابيع بالدوله العربيه و 4 اسابيع اجازه بالقاهره و هنا و جدت نفسي من حوالى 6 سنوات مضطر اجلس فى البيت اجازة لمدة شهر فترة الاجازة من العمل كل شهر

وهنا اكتشفت الفارق الكبير بينى و بين زوجتى و انه لايوجد اى عامل مشترك بيننا سوى الاولاد - حسيت اكتر بالاحساس دا لما حاولت انقل الاولاد لمدرسه افضل لكن كان شرط المدرسه ان الزوجه لازم تكون مؤهل عالى و ليس متوسط

- لايوجد بينا اى احاديث مشتركه - عندى فراغ عاطفى غير عادى و حاسس انى عايش وحدى على طول - للاسف بدأت اتجه للحرام اكتر من مره و الحمد لله تبت الى الله وارجو انه يقبل توبتى

- من حوالى سنتين و انا افكر فى الزواج و بالفعل اخدت خطوه جديه و خطبت واحده تانيه و اخبرت زوجتى التى رفضت و اصرت على الطلاق و انا كنت ماشى فعليا فى موضوع الزواج لكنى لقيت خطيبتى انسانه ماديه جدا و ماتستحق انى اترك البيت و الاولاد علشانها

- انا مازلت حاسس انى تائه ومحتاج لانسانه ثانيه احس بيها واحس بكيانى معاها - طبعا زوجتى رجعت لطبيعتها بعد فشل موضوع الزواج و اكيد حسنت كتيير من سلبياتها وانا فى حيره من امرى استمر معاها و انسى نفسى واعتبر نفسى مجرد حصالة فلوس للاولاد

وأعتبر كل احاسيسى و مشاعرى لازم تموت بس طبعا خايف من انى الجأ تانى للحرام و ممكن ينعكس دا على او على البيت سلبيا- و لا انى ابحث عن انسانه مناسبه و اتزوج و طبعا راح ابعد عن البنات بعض الوقت

وذا اكيد راح يأثر على تربيتهم لانها كما ذكرت مؤهل متوسط و ليس لها اي صله باللغه الانجليزيه أو النت او الثقافة اللازمة لتربية الاولاد تربيه سليمة

بالله عليكم تقرؤوا رسالتى باهتمام و تحاولوا تجدوا حل لمشكلتى . انا مستعد ان شاء الله لاى ايضاحات او تفاصيل اخرى . والله الموفق


جواب السؤال

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الكريم أحمد .

نحن نشكرك من الأعماق أن جعلتنا محل ثقتك، ورميت بهمومك وأحزانك ومشاكلك إلينا، لنساعدك في إيجاد حل لهذه المشكلة التي تعاني منها، ولازمت أغلى مراحل حياتك وأكثرها نشاطًا وحيوية.

ونسأل الله أن نكون أهلا لهذه الثقة، وأن يوقفنا الله تعالى للمشاركة في حل هذه المشكلة، والوصول بها إلى بر الأمان، في ظل شريعتنا السمحة، وديننا الحنيف.

أخي الكريم: دائمًا ما تكون الحياة صعبة في ظل تقاطع المصالح وتباينها، فيقف الواحد منا موقف الحيرة بين تحقيق مصالحه الذاتية، والتي يحس بشدة الحاجة إليها، وبين تحقيق مصالح من حوله، ممن هم ألصق الناس به، وأشد الناس حاجة إليه، من أولاده وزوجته.

ومن الملاحظ هنا أنك تقف هذا الموقف، وتقارن بين حاجتك إلى إشباع عاطفتك، وملأ فراغك مع امرأة تواكب فكرك، وتجاري ثقافتك، ويتسع صدرها لما يجول في ذهنك، وتقدر مشاعرك، وتعطي عواطفك شيئًا من الاهتمام، وبين حاجة بناتك إليك، ورغبتك في تربيتهن التربية المناسبة، التي تحقق طموحك وطموحهن، وترتقي بهن فكريًا وعلميًا وأدبيًا.

وتحس أن الزواج الثاني قد يحقق لك مصلحتك، لكنه قد يبعدك عن تحقيق مصالح بناتك.

وتبقى زوجتك الأولى حجر عثرة في طريقك بإصرارها على طلب الطلاق، ورغبتها في الفراق إذا تحقق زواجك الثاني.

ولا شك أن الزواج الثاني مباح من حيث الأصل، وليس لأحد أن يعترض على مشروعيته وإباحته، بل إن هذا الاعتراض يوقع في الحرام، كما وقع لك تمامًا، حيث جرك الشيطان إلى الوقوع في ذلك بسبب أنك حُرمت من التعدد، وأعتقد أنه لو كان بإمكانك أن تتزوج الثانية لما وقع لك ما وقع.

دعنا نتصور ما الذي يحدث حين تتزوج الثانية:

إصرار الأولى على طلب الطلاق، تلبيتك لرغبتها تحت الإصرار، وجود البنات تحت رعايتها، بعدك عن بناتك، عدم قدرتك على تربيتهن التربية التي تصبوا إليها.

تحقق رغبتك في الاقتران بامرأة تختارها بنفسك، تناسب احتياجاتك الشخصية والعاطفية والفكرية.

وربما يقع غير هذا؛ وهو أن الأولى ترضخ بالأمر الواقع، وترى أن وجودها تحت نصف زوج أخف وطأة من بقائها بلا زوج.

ولكن قد تحدث مشاكل من نوع آخر، بسبب وجود الغيرة المركوزة في فطر النساء، وتحس هنا بعدم الراحة والاستقرار.

ربما تستطيع التغلب على هذه المشاكل، ويمكنك إيجاد حلول مناسبة، فتعيش في استقرار وراحة، حتى مع وجود المشاكل لقدرتك على معالجتها أولا بأول، والصبر عليها، وقد تعجز عن ذلك، ولا تطيق الصبر على كثرة المشاكل وتنوعها وتكررها، وتحس بالأرق وشد الأعصاب.

كل هذه المشاهد ممكنة الحدوث.
وأقترح أن تنظر في نفسك وقدراتك على إمكانية التعدد، والعدل بين الزوجتين، وتلبية الحقوق الواجبة لكل واحدة منهما.

وفي حالة اتخاذ قرار بالزواج الثاني فأرجو أن تكون حريصًا على دقة الاختيار، وجودة المواصفات، حتى لا تبتعد عن بناتك مع واحدة لا تستحق مثل هذه التضحية الكبيرة.

ولكني أقترح أن تحاول في رفع مستوى زوجتك التعليمي، والفكري والثقافي، وأن ترغبها في إكمال دراستها، وأن تساعدها على ذلك، وتحضر لها من الكتب ما يعينها، وتشرح لها كيفية الاستفادة من النت، بحيث تكون شريكتك في الحياة، وتحظى باحترامك وتقديرك، وتكون عونًا لك في تربية بناتك.

وأعتقد أنك ستنجح معها في ظل خوفها من الزوجة الثانية، وأنها ستبذل كل ما تستطيعه لطلب رضاك، والحرص على تحقيق مبتغاك؛ لكي تسد باب التفكير في الزوجة الثانية.

من الممكن أن تعيش حياة جميلة وهادئة إذا استطعت أن تقنع نفسك بجمال ما حولك، وأنك قادر على تعديل سلوكه، والارتقاء به إلى مستواك، حين تقرر النزول إليه ومد يد العون إليه، بدلا من أن تنظر إليه من فوق وتطلب إليه أن يصعد إليك، وهو لا يملك الوسيلة لذلك.

وفقك الله لكل خير، وحفظ لك بناتك وزوجتك، وكتب لك السعادة في دنياك وأخراك.


جواب السؤال صوتي
   طباعة 

جديد الاستشارات

Separator