الأربعاء 3 ذو القعدة 1446هـ الموافق 2 أبريل 2025م

حياكم الله جميعا 

هذه قناتي في التليجرام ينشر فيها النتاج العلمي والفكري . 


قناة عبد السلام بن إبراهيم الحصين

لماذا تحرموني من الزواج ؟!

الاستشارة

Separator
لماذا تحرموني من الزواج ؟!
857 زائر
04-06-2010 09:17
د. عبد السلام بن إبراهيم الحصين
السؤال كامل

من الاستشارات التي رد عليها الشيخ عبد السلام بن إبراهيم
الحصين حفظه الله تعالى في موقع المستشار

تفاصيل الاستشارة :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(لاشك ان كل فتاة تنشد لدى الجنس الآخر المودة والاحساس بالأمان والاستقرار العاطفي الذي يورث الحب
وبالتالي تريد تكوين اسرة سعيدة تربي أطفالها في جو صحي ونقي لحياة مستمرة

والفتاة بصفة خاصة لكونها عاطفية أكثر من الفتى فإنها بطبيعة الحال تأمل من شريك حياتها ان يحتضنها بحنانه ومودته، ويغدق عليها من الحب ما يشعرها بأنها انتقلت من منزل أسرتها الذي عاشت فيه سنوات طوالاً من الاستقرار إلى عش آخر يكمل ذلك الاستقرار)

انا فتاة بلغت 29 سنة اعشق الحياة الزوجية منذ ان كنت مراهقة ابتعدت عن العلاقات المحرمة ولم ارتكب خطأ في حياتي ولله الحمد أملا في حياة شريفة نقية
فرصتي في الزواج متوسطة في بداية حياتي فقط شخصين تقدم لي من اقاربي واحد رفضته امي لانها لاتحب والداته

والثاني ابي لانه لا يعجبه (هذا في نظره ليس بميزان الشرع وألا هو لديه الدين والخلق) وصلت سن 28سنة قررت تغير قدري بعد قرأت دراسة لشيخ المديفر
انا متوسطة الجمال لكن جسمي رشيق وجميل جدا

تقدمت لمكتب توفيق لان عائلتي مغلقة غير إجتماعية
تقدم لي اربع خلال 26شهرا فقط الاول رفضه ابي لانه (خبل في تصرفاته)وانا كذلك لم يعجبني الثاني رفضته لانه كبير جدا عمره 50 سنة الثالث اخي رفضه من نفسه تعنتا قال لا اريدك ان تتزوجي عن طريق المكتب

الاخير والذي كان نهاية حلمي بل موت حملي
كان متزوجا يبلغ من العمر45سنة ملتزما وكاتبا وداعيا قصته تقدم لي واستقبله ابي بتحفظ جدا وبدون ترحيب بالغ رفضت الشوفة من البداية علشان اهلي قلت يأنسوا به هذه اول مرة يستقبلوا احدا من طرفي قلت لهم اتى عن طريق اهل الخير

بعد ثلاث ايام طلبت الشوفة ولكن امي وابي وقفوا في وجهي لن تتزوجيه لانه متزوج سوف تعمل لك زوجته سحرا
وقفت وقلت لهم هذا نقص في توحيدكم لا يملك مخلوق ضرا ولا نفعا إلا بإذن الله

لماذا رفضتوه انا من يرفض خلاص اريد الزواج لن اجلس بعد اليوم في البيت اختي تزوجت من ابن عمي ولها بنت واخي تزوج ابنت خالي وله منها بنات وانا ليس لي بيت ولا ابناء هذه فرصتي ولن اسامحكم

ليلة مظلمة ومظلومة فيها جلست ابكي لدرجة اصبت بهيجان القولون كل يوم اتذكر وعيدي لهم وانصدم كيف يرفضوه لم يشعروا بي (اتقلب على الجمر) (اريد الزواج لم ارتكب الحرام وهذا جزائي)

ماذا افعل كرهتهم تخيلت لو صرت مومسة هم السبب
والله حالتي تبدلت افكر في الإنتحار لكن اخاف من النار
ماذا افعل والله لو اكون الرابعة لا يهمني فقط اريد الستر

جواب السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

أسأل الله أن يكتب الخير والأجر، وأن يعينك على تحمل العناء الذي تسبب لك فيه أهلك بموافقتهم المتعنتة، وأسأله سبحانه أن يرزقك الزوج الصالح، والذرية الطيبة.

أختي الكريمة :

هناك طريقان في نظري لحل هذه المشكلة:

الطريق الأول: استخدام الوسائل الرسمية للوقوف أمام هذا التعنت الظاهر من قبل الأهل، وذلك برفع الأمر إلى المحكمة، والطلب من القاضي أن يقوم بعقد القران لك على من يكون كفؤا؛ لأن ولاية الأب تسقط حينما يرد عن ابنته من هو كفؤ لها بدون سبب صحيح، وهذا حق مشروع، ولا داعي للحرج منه.

كما يمكن رفع الأمر لهيئة حقوق الإنسان للتدخل في الموضوع بطريق رسمي، ومحاولة إقناع الوالدين والأهل بهذا الأمر.

وهذا الطريق قد يكون ثقيلا نوعًا ما، وقد يترتب عليه زعل الأهل وقطع الرحم بسبب عدم رضاهم بذلك، أو غضب الوالد، أو الإخوة.
ولكن إذا كنت عازمة على الزواج وترين أن حياتك متوقفة على ذلك، فهذا الطريق هو أقوى الطرق لذلك.

الطريق الثاني: توسيط أهل الخير من الأقارب، ممن له علاقة قوية بالأب، أو الإخوة، ويستطيعون أن يقنعوهم بضرورة فتح المجال أمامك للوصول إلى الحياة الزوجية المستقرة، التي تأمنين بها على نفسك وعرضك.

ومع بذل الأسباب المادية المباشرة يجب أن تعقدي قلبك على التوكل بالله، والرضا بقضائه، وعدم الابتعاد عن ذكره وشكره وحمده والثناء عليه في جميع الأحوال، فإن الدنيا دار ابتلاء واختبار، لا دار قرار، ومهما تنوعت على المرء فيها الابتلاءات فهو في خير إن صبر وحمد الله، وإن كثرت عليه النعم فهو في خير إن شكر وحمد الله، فالمؤمن في جميع أحواله على خير، وفي خير، ومآله بإذن الله إلى خير.

وتسلحي دائمًا بسلاح الصبر، فما أعطي أحد عطاء أوسع ولا أحسن من الصبر، وهو من خير عيش المؤمن.

ولن تطيقي القيام بوظيفة الصير إلا بأن يكون معه لسان ذاكر، وقلب حاضر شاكر، فلا يزال ذكره لربه يزيد في قوته وصبره، كما قال تعالى عن موسى لما أمره أن يذهب إلى فرعون الطاغية: {رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيرًا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا}
فجعل غاية سؤاله أن يوفقه الله للإكثار من تسبيحه وذكره، فإذا وصل إلى هذه المرتبة العالية العظيمة أطاق القيام بأعباء الرسالة، والوقوف في وجه الظالم، وتبليغ رسالة ربه إليه.

وهكذا أنت في أحوالك هذه، تسلحي بذكر الله، وتدثري بحمده والثناء عليه، واعقدي قلبك على الإكثار من ذكره، ورطبي لسانك بالثناء عليه وشكره، يمدك ربك بالقوة والمنعة، ويصرف عنك وساوس الشر ونزغات الشيطان.

حفظك الله من كل مكروه، وبارك فيك أينما كنت.



جواب السؤال صوتي
   طباعة 

جديد الاستشارات

Separator