الأحد 13 شوال 1445هـ الموافق 23 أبريل 2024م

حياكم الله جميعا 

هذه قناتي في التليجرام ينشر فيها النتاج العلمي والفكري . 


قناة عبد السلام بن إبراهيم الحصين

كيف أؤمن بالقضاء و القدر؟

الفتوى

Separator
كيف أؤمن بالقضاء و القدر؟
4496 زائر
27-02-2012 05:36
الشيخ عبد السلام الحصين
السؤال كامل
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله : بارك الله فيكم شيخنا من القضايا الهامة في اركان الايمان قضية الإيمان بالقضاء والقدر خير وشره حلوه ومره فكيف نصل للايمان المطلوب في هذا الركن . بارك الله في علمكم
جواب السؤال
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته: أولا: أن تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطأك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك. ثانيًا: أن تستحضر قدرة الله وعظمته، وعلمه وإحاطته، وأن كل شيء عنده بقدر، وأنه كتب كل شيء في اللوح المحفوظ، فما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن. ثالثًا: أن تستشعر فائدة هذا الإيمان، وذلك براحة القلب واتساعه وانشراحه، مهما أصابك أو وقع عليك، فإنك إذا علمت أن الله قد كتب عليك هذه المصيبة، وأنها لا بد أن تقع، أسلمت أمرك لله، ورضيت بقضائه وقدره، فأعقبك هذا الرضا سلامة في قلبك، وأنار الله بصيرتك، وثبتك على الصراط المستقيم، وأذاقك حلاوة الإيمان، قال تعالى: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير، لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور}، وقال تعالى: {ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه} . رابعًا: التفريق بين الأمور الكونية، والأمور الشرعية، فما يقع من الأمور الكونية يجب التسليم بها، والرضى بقضاء الله فيها، وأما الأمور الشرعية فإن الواجب هو القيام بها، وعدم الاعتماد على القدر السابق فيها، مما يجهله العباد، وكذلك يجب الابتعاد عن المحرمات، والتوبة منها عند وقوعها، وعدم الاحتجاج بالقدر عليها؛ لأن الله لا يرضاها ولا يحبها وإن كانت واقعة بقدره وعلمه. خامسًا: عدم الاستسلام والركون إلى عالم الغيب في الأقدار، والاجتهاد في مدافعة هذا القدر بالأسباب المشروعة، فمن كان فقيرًا مثلا؛ فعليه أن يسعى في طلب الرزق، وكثرة الدعاء بأن يرزقه الله، ولا يقول: هذا قدري أن أكون فقيرًا. وكذلك من ابتلي بمرض؛ فعليه بالدعاء، والسعي في طلب الدواء، ولا يستسلم لهذ المرض. سابعًا: أن تعلم أن ما أصابك من المصائب فإنما هو بسبب ذنوبك وتقصيرك، وأن ما أصابك من الخير فهو من الله وحده، لا بجهدك ولا بعملك، قال تعالى: {ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك}، وقال تعالى: {من يعمل سوء يجز به} وفي هذا فائدة عظيمة من حصول الذل والانكسار في القلب بين يدي الله، والخروج من الحول والطول والتبرئ من القوة والقدرة إلا من الله جل وعلا، وبهذا تستقيم الجوارح على طاعة الله ، وتجتهد في البحث عن مرضاته. والله أعلم.
جواب السؤال صوتي
   طباعة 

جديد الفتاوى

Separator