الثلاثاء 2 ذو القعدة 1446هـ الموافق 1 أبريل 2025م

حياكم الله جميعا 

هذه قناتي في التليجرام ينشر فيها النتاج العلمي والفكري . 


قناة عبد السلام بن إبراهيم الحصين

رفع الإشكال عن التفاضل بين طلب العلم والعبادة

الفتوى

Separator
رفع الإشكال عن التفاضل بين طلب العلم والعبادة
908 زائر
07/01/2008
الشيخ عبد السلام بن إبراهيم الحصين
السؤال كامل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أثابكم الله.. نريد منكم تعليق على كلام الذهبي -رحمه الله- لمزيد من الفائدة.. قال الحافظ العجيب الذهبي في السير( 7/167 ) : هل طلب العلم أفضل أو صلاة النافلة والتلاوة والذكر ؟ فأما من كان مخلصا لله في طلب العلم وذهنه جيد فالعلم أولى ولكن مع حظ من صلاة وتعبد فإن رأيته مجدا في طلب العلم لا حظّ له في القربات فهذا كسلان مهين وليس هو بصادق في حسن نيته . وأما من كان طلبه الحديث والفقه غية ومحبة نفسانية فالعبادة في حقه أفضل بل ما بينهما أفعل تفضيل وهذا تقسيم في الجملة فقلَّ - والله - من رأيته مخلصا في طلب العلم . دعنا من هذا كله فليس طلب الحديث اليوم على الوضع المتعارف من حيز طلب العلم، بل اصطلاح وطلب أسانيد عالية وأخذ عن شيخ لا يعي وتسميع لطفل يلعب ولا يفهم أو لرضيع يبكي أو لفقيه يتحدث مع حدث أو آخر ينسخ وفاضلهم مشغول عن الحديث بكتابة الأسماء أو بالنعاس والقارىء إن كان له مشاركة فليس عنده من الفضيلة أكثر من قراءة ما في الجزء سواء تصحف عليه الاسم أو اختبط المتن أو كان من الموضوعات فالعلم عن هؤلاء بمعزل والعمل لا أكاد أراه بل أرى امورا سيئة نسأل الله العفو.اه
جواب السؤال

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

فبقدر ما تكون المعاناة في هذه الحياة والبذل والتضحية تكون العاقبة حميدة، والجزاء عظيمًا، يقول الله تعالى: {الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا}، ويقول تبارك وتعالى: {أفحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذي صدقوا وليعلمن الكاذبين}، ومن هذا البلاء ما يكون في الحياة الزوجية، وهو من أشد أنواع البلاء؛ لأن الحياة الزوجية مظنة الراحة والاستقرار، وطريق البناء والإعمار، ومكان للتعاون والتفاني، ومحل للمودة والرحمة، والسكون والأنس، والعطف والشفقة، فحين تكون على خلاف ذلك، يحل التعب والعناء، ويغلق طريق البناء، ويقع التنافر والتناكر، ويكاد ينعدم التعاون، وتغور المودة في الأنفس، وتظهر الشحناء والبغضاء.

وحين تأملت واقعك المحزن وجدت أنه يدور حول ما يلي:

1- زوج متهاون مستهتر، لا يبالي بقيمة الحياة الزوجية، ولا يرعاها حق رعايتها، ولا يقيم لها وزنًا، بل هو مستهتر بحياته كلها، فهي في عينيه لا تعدو أن تكون محلا للعب والتسلية، والذهاب والإياب دونما فائدة.
2- أهل زوج غير مبالين بتصرفات ابنهم، ولم يحسنوا تربيته، فهم لا ينهونه عن غيه، ولا يعظونه بسبب طيشه.
3- أهلك، ولا أدري ما وضعهم معك، وما موقفهم من تصرف زوجك.
وفي مثل هذه الحالة أختي الكريمة نحتاج إلى أن ننظر إلى مسببات هذه الحالة؟
هل عزوفه عنك وإهماله للنفقة عليك وعلى ولدك هو بسبب طبيعته الطائشة، لأنه لا يتحمل المسؤولية، ويفر من الحياة الزوجية، ولا يبالي بحقوق أولاده وزوجه، وليس همه إلا الانطلاق مع رفقة فاسدة يقضي معهم أغلب أوقاته.
أو أنه مع ما فيه من الطيش لم يجد فيك بغيته، ولم تقدري أن تجذبي انتباهه، ولم تستطيعي أن تكسبيه إلى بيتك، وتوفري له جو الراحة والاستقرار.
ما هي اهتماماته؟
وهل يمكن من خلال هذه الاهتمامات أن تجذبيه إليك؟
وبعد النظر في هذه الأمور ومحاولة معرفة السبب وراء تصرفاته هذه ننظر في العلاج.
هل يمكن تغيير تصرفاته؟ ومن هو الشخص الذي يملك التأثير عليه؟
هل يوجد من أقاربك من يستطيع أن يتكلم معه، أو يحاوره، أو يحاول أن يأخذ بيده إلى طريق الصلاح؟
حاولي أن تبحثي عن حل لهذه المشكلة من خلال هذه الأفكار، واجعلي حل الطلاق هو آخر الحلول، حين تجدين أن جميع الطرق التي تسلكينها لترميم بيت الزوجية قد أغلق في وجهك، فاستخيري الله تعالى ثم أقدمي عليه.

وفقك الله وأصلح لك زوجك، وبارك لك في ذريتك

جواب السؤال صوتي
   طباعة 

جديد الفتاوى

Separator